- الفيس بوك وقصة نجاح كبيرة:
- الحياة على حافة الهاوية:
تشبه حياة زكربيرغ قصة فيلم بدأ بطفل معجزة يخترع ظاهرة تكنولوجية أثناء دراسته في جامعة راقية، وهي هارفارد، ومن ثم يطلقها لتثير زوبعة من الاهتمام. ومع صعود نجمه يبدأ الطلاب البارزون بالتجول قرب غرفته في سكن الجامعة على أمل التعرف عليه شخصياً. وينتهي هذا الفصل بتركه للكلية ليعمل على تطوير اختراعه ويصبح لسوبرمان الذي سيغير العالم كما عهد. وفعلاً ما بدأ من أربع سنوات كمجرد موقع انترنت اجتماعيNetworking Site يخص طلاب الجامعة أصبح الآن الواجهة المفضلة لما يربو عن 42 مليون مشترك (أكتوبر 2007 و التوقعات تقول أن العدد سيصبح 60 مليون بنهاية عام 2007)، منهم موظفين في الوكالات الحكومية وشركات في قائمة العمالقة الـ 500. ويتلقى الموقع يومياً زيارات من أكثر نصف عدد مشتركيه. فبحسب شركة “كومسكور ميديا ميتريكس” التي تتعقب حركة شبكة الانترنت فإن موقع “فيس بوك” هو سادس موقع استخداماً في الولايات المتحدة- وهذا يعني أن 1% من الوقت على الانترنت تذهب لصالح موقع “فيس بوك”.
كما صُنف الموقع بحسب الشركة المذكورة في المرتبة الأولى من ناحية أعداد الصور المتبادلة على الانترنت، حيث يصل عدد تلك المحملة في الموقع يومياً إلى ستة ملايين صورة. وبدأ الموقع ينافس محرك البحث “غوغل” مع Flickrو 85 مليون صورة و غيره من عمالقة التكنولوجيا. باعتباره الواجهة المفضلة للموهوبين من المهندسين الشباب الساعين في وادي السيليكون الأمريكي. تقول ديبرا آهو وليامسون وهي محللة في شركة إي-ماركترe-Marketer بأن الموقع يسير بخطوات حثيثة لجلب 100 مليون دولار من العوائد هذه السنة – وهذا مبلغ لا يستهان به.
يعترف زكربيرغ أنه “هاكر”Hacker بقوله: “يظن معظم الناس لدى سماعهم كلمة “هاكر” أن الموضوع يدور حول اختراق الأنظمة”، لكنه يجاريك بهذا الرأي إذا ما وصفته بهاكر عندما يعرف أنك تختلف معه في ترجمته لهذه الكلمة. فبالنسبة له يدور مجتمع الهاكر حول المشاركة بالجهد والمعرفة لإنجاز شيء أكبر وأفضل وأسرع مما يمكن لفرد واحد القيام به. ويشرح ذلك قائلاً: “هناك تركيز شديد على الانفتاح والمشاركة بالمعلومات كإستراتيجية عملية ونموذجية لإنجاز أي شيء”. حتى أنه قام باختراع مصطلح جديد باسم “هاكاثونز” Hackathons علقه على موقع فيس بوك- وهو مرادف لما قد يفسره الآخرون على أنه جلسة مركزة لتبادل الأفكار بين مجموعة من المهندسين.
- مارك زكربيرغ، الهاكر الشرير:
وهنا وقعت أحداث حلقة جريمة الاختراق التي بدأت دوافعها بسبب عدم توفير جامعة هارفارد لأسماء وصور الطلبة في دليل أساسي، وهو دليل متعارف عليه لدى جامعات أخرى باسم كتاب وجوه الطلبة Face Book، وبالمقابل أراد زكربيرغ إنشاء نسخة الكترونية من هذه المعلومات، لكن الجامعة كما يقول زكربيرغ :”أصرت على مقولة أن الكثير من الأسباب تحول دون جمع تلك المعلومات” ويضيف: “أردت فقط أن أبرهن لهم أن ذلك ممكن”. ففي إحدى ليالي بداية السنة الدراسية الثانية اخترق زكربيرغ سجلات الطلبة الإلكترونية في الجامعة، وأنشأ موقعاً بسيطاً أطلق عليه اسم “فيس ماش” “Facemash” والذي يعمل على مقارنة صور الطلبة مع صور الزائرين لتحديد أيهم “أكثر جاذبية” شكلاً. وخلال أربع ساعات فقط قدم للموقع 450 زائراً وشوهدت 22,000 صورة، وعندما اكتُشف أمره قطعت جامعة هارفارد وصلة الانترنت عن زكربيرغ. بعد حفلة توبيخه على يد الإدارة والتي صاحبها جدل كبير في الحرم الجامعي بحسب ما دونته مجلة الجامعة اعتذر زكربيرغ بكل أدب من زملائه الطلاب. لكن أصر على قناعته بأنه قد فعل الصواب بقوله :”كنت اعتقد أن تلك المعلومات يجب أن تكون موفرة.” (رفضت جامعة هارفارد التعليق على هذه الحادثة)
وبالنهاية عمد زكربيرغ إلى مراوغة الإدارة. فقام بعمل نموذج لكتاب الوجوه Facebook وطلب من زملائه إدخال بياناتهم بأنفسهم. و ساعده في البداية أصدقائه Andrew McCollumو EduardoSaverinوقد استهلك مشروعه وقتاً كثيراً منه حتى أنه مع نهاية الفصل الأول وقبل يومين من امتحان الفن والتاريخ وجد نفسه في معضلة عويصة، لا يكمن حلها إلا بدراسة 500 صورة من الحقبة الرومانية [المترجم: حقبة أغسطس أول إمبراطور روماني]. يقول زكربيرغ :”لم تكن هذه المادة مشابهة للحساب أو الرياضيات من ناحية تطبيق النظريات ومن ثم احتساب الأرقام، حيث يجب حفظها قبل وقت الامتحان.” وكان الحل أنه قام بمغامرة على نمط مغامرات توم سوير، فبنا موقعاً على الانترنت ووضع كل من تلك الصور في صفحة وخصص مكاناً للتعليقات. وبادر إلى إرسال بريد الكتروني يدعو فيه زملائه لزيارة الموقع والمشاركة بملاحظاتهم عن تلك الصور التاريخية، تماماً كما يتم في حلقات دراسية لمناقشة مهمة على الانترنت. ويضيف بقوله:”خلال ساعتين امتلأت صفحات الصور بالملاحظات وكانت نتيجة الامتحان جيدة ليس بالنسبة لي فقط بل للجميع.”
- انطلاق موقع The Facebook
ويقول زكربيرغ عن هذا الانجاز “ما تمنيناه هنا هو السفر إلى كاليفورنيا لإمضاء عطلة الصيف هناك احتفالا بانجازنا.”
وفعلاً توجه في نهاية السنة الدراسية الثانية (بعد ما تركا الجامعة نهائيا و قررا الالتفات للموقع بدوام كامل) إلى مدينة بالو آلتوPalo Alto بصحبة صديقيه موسكوفيتز وهيوز و آدم. استأجروا لدى وصولهم شقة بالتسوية مع Sean Parker مؤسس موقع رفع الملفات Sharing service Napster ليست ببعيدة عن حرم جامعة ستانفورد وهنا تدخلت الدجاجة لتبيض ذهبا .
- القضية:
- بداية الاستثمار:
في آذار 2005 استطاع الموقع استجذاب شركة Accel Partners لضخ مبلغ قدره 12,7 مليون دولار كرأس مال استثماري. و في آب من نفس العام اشترت فيس بوك اسم نطاق فيس بوك بدون “ذي” من The About Face Corporation بمبلغ قدره 200.000 دولار.
في شباط عام 2006 بدأت فيس بوك بالسماح لطلبة الجامعة بإضافة طلبة جامعيين كأصدقاء. و بعدها بشهر بدأت الإشاعات تظهر عن إمكانية شراء الموقع من العمالقة الكبار. و في نفس الشهر قام فيس بوك بأضخم تقدم ألا وهو تمكين جهة ثالثة و مطوريين لكتابة تطبيقات للموقع.
في نيسان 2006 Peter Thiel Greylock Partners و Meritech Capital Partners استثمرا مبلغا إضافيا قدره 25 مليون دولار في الموقع.
- 2007
قدر فيس بوك قيمة شركته ب 3,7 مليار دولار. المعلومات اتضحت من خلال ملف قضائي لم يتم حمايته و مراقبته بشكل جيد.
- تقديرات أسعار الفيس بوك كموقع عالمي :
المعلومات ظهرت من ملفات محمية تم تبادلها في المحكمة التي دارت بين فيس بوك و ConnectU و التي اخيرا تم حسمها (كنا ننتظر النتيجة بفارغ الصبر).
- خطئ غبي:
يذكر انه في أيار الماضي قال محاموا الشبكة الاجتماعية أن الأسهم التي تملكها مايكروسوفت في الموقع لا تقارن بقيمة فيس بوك الحقيقية.
و قد اشترت مايكروسوفت أسهم تفضيلية في فيس بوك, أي انه إذا حصل شيء للشركة تكون هي أول من تحصل على حقوقها المالية. و تابع المحامون ان ال240 مليون دولار التي دفعتها مايكروسوفت هي مثل مقارنة تفاح مع أجاص.
- تسوية:
و بالفعل حصل الاصدقاء على ما ارادو و القضية تم حسمها مع 65 مليون دولار يتم دفع جزءا منها عن طريق أسهم
في الشركة.
اتضح من خلال الملف أيضا أن فيس بوك مستعدة لدفع 20 مليون دولار نقديا إلى ConnectU. كذلك تم تبديل 1.253.326 سهم من المالك: إذا اتبعنا قانون مايكروسوفت فهذا يعني ان الأسهم تبلغ قيمتها 45 مليون دولار و لكن إذا اتبعنا تقديرات فيس بوك فقيمة الأسهم تبلغ 11 مليون دولار. أي ConnectU استلمت مبلغ ما بين 31 مليون و 65 مليون دولار.
هنا تقدير آخر لفيس بوك من New York Times , التي استطاعت تحديد قيمة فيس بوك بشكل جيد تقريبا و بدون النظر للملف السري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق